وجّه أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي الخميس، سلسلة من الاسئلة إلى الحكومة بشأن اتفاق التجارة الحرة الذي جرى التوصل إليه قبل أسبوع بين الاتحاد الأوروبي ومجموعة "ميركوسور"، معتبرين أنّه يمثّل "انحرافاً" و"خطأ كبيراً".
وأجاب وزيرا الدولة جان-بابتيست لوموان وانييس بانييه-روناشيه على 12 سؤالاً وجههم أعضاء مجلس الشيوخ إلى الحكومة، الذين عبّروا كما أعضاء مجلس النواب الثلاثاء، عن استيائهم إزاء هذا الاتفاق التجاري مع مجموعة "ميركوسور" التي تضم البرازيل والأرجنتين والأوروجواي والباراجواي.
وأطلق عضو مجلس الشيوخ هنري كابانيل المنتمي إلى التجمّع الديموقراطي الاجتماعي الأوروبي الهجوم ضدّ الحكومة، بالقول إنّه "مصدوم للغاية لأن تتم الموافقة على اتفاق بهذه الأهمية من قبل مفوضية أوروبية على وشك الرحيل، (فيكون بمثابة) هدية مسمومة".
من جانبها، قالت عضو مجلس الشيوخ كريستين برونو، إنّ "الحكومة ترتكب خطأ كبيراً"، وتساءلت إذا ما كانت "فرنسا قادرة على أن تشكّل مثالاً باعتراضها على المصادقة على الاتفاق".
بدوره، اعتبر دوني غرومييه أنّه "حان الوقت لانتقال رئيس الجمهورية الذي وعد بـ(منظومة أوروبية) توفّر الحماية، من الأقوال إلى الأفعال"، وأشار إلى أنّه في دول ميركوسور "نغذي الحيوانات بمواد معدّلة وراثياً، بينما نمنع ذلك هنا".
كذلك، رأى عضو مجلس الشيوخ الاشتراكي كلود بيري-ديبا، أنّ الاتفاق يمثّل "انحرافاً لزراعتنا (...)، وانحرافاً لصحة مواطنينا (...) وانحرافاً بيئياً وسياسياً".
وفي السياق نفسه، انتقد الوسطي جان-بيار موغا ما اعتبره "استيراداً مفترساً" و"منافسة غير عادلة".
وإزاء الكم الهائل من الانتقادات، سعى لوموان إلى طمأنة أعضاء المجلس بالقول "نحن هنا في بداية مسار ديموقراطي، فالبرلمان الأوروبي سيقول كلمته بطبيعة الحال، وكذلك البرلمانات الوطنية، وهذا جيّد".
وكذلك فعلت الوزيرة انييس بانييه-روناشيه التي حاولت تهدئة أعضاء المجلس، وقالت: "في مجال الصحة وفي مجال حماية النباتات، فإنّ اتفاق ميركوسور كما غيره من اتفاقات الاتحاد الأوروبي التجارية لا يقوّض مبدأ أنّ كل منتج يدخل الاتحاد الأوروبي يجب أن يمتثل لقواعده ومعاييره".
اقرأ أيضاً: ماكرون يرحب بالاتفاق بين الاتحاد الأوروبي و"ميركوسور"
في غضون ذلك، اعتبر المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية بيار موسكوفيسي في حديث إذاعي الخميس، أنّ الاتفاق جيّد "على الصعيد الزراعي، الاقتصادي والبيئي"، ورأى أنّه "يجبر دول أميركا الجنوبية، بالأخص البرازيل، على احترام اتفاق باريس" بشأن المناخ.
كما دافع موسكوفيسي الذي يبقى في منصبه حتى 31 أكتوبر، عن الشق الاقتصادي الخاص بالاتفاق إذ إنّه "يفتح سوقاً مهمة جداً للأوروبيين، لأنّه يوفّر رسوماً جمركية تقدّر بـ 4 مليارات يورو، بينها 800 مليون يورو لفرنسا وحدها".
وتعليقاً على غضب المزارعين ومربي المواشي، سعى المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية إلى التقليل من آثار استيراد 99 ألف طن من اللحوم من أميركا اللاتينية نحو أوروبا، وقال إنّها "تمثّل 0.5% من السوق".
ورأى موسكوفيسي أنّه في ظل الجدل المتصاعد، "ثمة حاجة للشروح (...) من المهم حصول نقاش عام، ودراسة مستقلة (أعلنها الرئيس إيمانويل ماكرون) بغية مقارنة وجهات النظر، ويجب أن يتم ذلك في سياق ديموقراطي".